لقد جاء في كتاب شجرة العذراء ، تأليف توفيق الفكيكي ص 13 : ( رواية غريبة في تسمية النخيل : روى العلامة الجليل السيد نعمة الله الجزائري ( ر ح ) في الأنوار النعمانية : إن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق منه آدما في المنخل ونخلوه ، فما كان لبابا صافيا أخذ لطينة آدم ( ع ) وما بقي في المنخل خلق الله منه النخلة وبه سميت لأنها خلقت من تراب بدن آدم وهي ( العجوة ) . وكان آدم يأنس بها في الجنة ولما هبط إلى الأرض استوحش بمفارقتها وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينزل له النخلة فأنزلها وغرسها في الأرض ، ولما قربت وفاته أوصى إلى ولده أن يضع معه في قبره جريدة منها فصارت سنّة إلى زمان عيسى ( ع ) ثم اندرست في زمان الفترة فأحياها النبي صلى الله عليه وسلم . وقال : إنها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء ، وقد روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للأنصار : خضروا صاحبكم فما أقل المخضرين يوم القيامة . وقالوا : وما التخضير ؟ قال صلى الله عليه وسلم : جريدة خضراء توضع من أصل اليدين إلى أصل الترقوة ) .
أقوال بعض الحكماء
- للحكماء أقوال كثيرة وبليغة نأتي منها بالأمثلة التالية : جاء في كتاب صفة الصفوة للإمام العالم ابن الجوزي ص 85 – 86 ( عن ابن شوذب قال : كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه فيدخل الناس فيأكلون ويحملون . وكان إذا دخله ردّد هذه الآية فيه حتى يخرج منه ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوّة إلا بالله ) . ( الكهف 39 ) .
- ذكر بلكرف عن النخيل ( إنها خبز البلاد ومادة الحياة وعماد التجارة ) . من كتاب شجرة العذراء ص 82 تأليف توفيق الفكيكي .
أقوال بعض الشعراء
- قال امرؤ القيس في معلقته الشهيرة :
وفرع يزين المتن أسـود فاحم أثـيـث كـقـنـو النخلة الـمـتـعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلى تضل المدارى في مثنى ومرسل
- وقال السري الرفاء المتوفى سنة 366 ه .
فالـنـخـل من باسـق فـيـه وباســقة يضاحك الـطـلـع في قـنـوانه الرّطبا
أضحت شماريخه في النحر مطلعة إمّـا ثـريّـا وإمـا مـعـصـمـا خـضـبا
في عصرنا الحديث نورد الأمثلة التالية
- في دولة الإمارات العربية المتحدة : يكفي أن يقوم الزائر بجولة برّيّة ينطلق في بدايتها من مدينة أبوظبي متجها إلى المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي ، ثم ذاهبا إلى مدينة العين ، ومنها إلى الإمارات الشمالية ليرى بأم عينيه انتشار أشجار النخيل بدون انقطاع على كل جانب ، حيث أن أعدادها بلغت أرقاما هائلة ، كما تم إنشاء مصانع التمور ومراكز الإرشاد والتوعية ومراكز محاربة الآفات التي تصيب النخيل ، والفضل يعود في ذلك إلى الله ثم إلى رئيس الدولة وشباب الوطن .
- أمّا بدولة الكويت فقد طالعت في الصحف الصادرة خلال العام 2001 م . الأخبار التي مفادها أن الحكومة الكويتية تقوم بحملة كبيرة لزراعة أشجار النخيل والتوعية والتشجيع لذلك لما لمسوه من أهمية عظيمة لهذه الشجرة المباركة . أما ما سرّني هو أن الإنسان الكويتي بدأ يستعيض عن الفواكه المستوردة بالتمر ، فهو يقدم التمر للضيوف بدلا من الفاكهة ، وليس هذا فحسب بل إن الأواني التي يقدم فيها التمر مصنوعة من النخيل ( هذا شيء رائع نأمل أن تحذو حذوه بقية البلدان ) .
أما ما يخص النخلة من خصائصها النباتية والآفات التي تصيبها ، وثمرها ، وتفاصيل أجزائها ، وطرق زراعتها من تلقيم وتلقيح وخف الثمار ، والتذليل أو التدليه والتكميم ، وجني النخل ، وأصناف التمور , ومناطق انتشار النخيل ، وقيمة التمر الغذائية وتجارتها وصناعتها ، ومنتجاتها المختلفة ، والمناخ المناسب لزراعتها ، والتوسع في تاريخها ، والأدوية المصنعة منها ومن ثمارها ، وأهميتها لدى الشعوب ، والإعجاز الطبي ، وما ذكر في القرآن والسنة والكتب المقدسة ، وغيره الكثير . كل ذلك يحتاج إلى مجلدات لتفصيله ، والحمد لله نجد بأن المكتبة العربية بها من المؤلفات والمراجع والأبحاث ما يفي بالغرض إن شاء الله . وخير من كتب عن النخلة هم من أماكن تواجد النخلة حيث عايشوها وعاصروها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لك عزيز الزائر