السبت، 7 نوفمبر 2015

زراعة واعدة في محافظة اريحا والاغوار (نخلة المجهول)

بدأ مزارعو النخليل بالاغوار الفلسطينية، بجني ثمار واحات النخيل الممتدة على اتساع الافق... عمال يغذون الخطى مع الخيوط الاولى لشمس الاغوار الحارقة الى الحقول لقطف "عناقيد" النخيل ، بانامل "خالات نخل السماء" بينما الشاحنات لا يهدأ ضجيجها محملة بصناديق التمر الفاخر تمشي الهوينى الى مصانع التعبئة قبل ان تغادر الى عناوينها في الاسواق العربية والعالمية .



خلال السنوات العشر الماضية شهد الغور زراعة مساحات شاسعة لاشجار النخليل والاعشاب الطبية، التي نجحت في استقطاب المستثمرين في قطاع ذي جدوى اقتصادية كبيرة ينمو باضطراد ويدر ملايين الشواقل.
155 ألف شجرة نخيل من افضل أصناف التمور بالعالم (من صنف المجهول)، نجح مزارعون ومستثمرون بزراعته على مساحات تقدر باكثر من 10 آلاف دونم، شكلت رافدا ماليا ضخما للمزارعين، فالشجرة الواحدة تنتج بعد 5 سنوات من زراعتها أكثر من 60 كيلو من التمر الفاخر، حيث يقدر سعر الكيلو من المزرعة بـ 15 شيقلا، وتدر الشجرة الواحد اكثر من 1000 شيقل قبل التصدير.
في مزرعته الممتدة بالنخيل تخلب الالباب، قال المزارع نعيم العيساوي احد كبار مزارعين اشجار النخيل باريحا، في حديث مع دوت كوم، أن هناك توجها كبيرا من قبل المزارعين لزراعة النخيل من صنف "المجهول" الذي يتمتع بطعم وجودة عالمية، وذي مردود مالي كبير.
وكانت اسرائيل قامت بسرقة صنف "المجهول" الهجين ذو الاصل المغربي من مختبرات امريكية كانت تجري ابحاثا عليها، وهو يعد من افضل التمور بالعالم، حيث يزع في اريحا، والمستوطنات الاسرائيلية داخل الاغوار الفلسطينية، وغور الاردن، والمغرب.
ويقول العيساوي ان سعر الكيلو المصدر من تمر "المجهول" يصل الى 12 دولارا بينما يصل سعر اصناف أخرى فاخرة في بعض الاسواق الى 25 دولارا، بينما يتم شراؤه من المزارعة بـ15 شيقلا،حيث يخضع لعملية تنظيف وتعبئة وتخزين، قبل ان يصدر الى جميع دول العالم ليتضاعف سعره.
مدير زراعة أريحا احمد الفارس، قال في حديث مع دوت كوم، ان هناك 155 ألف شجرة نخيل تم زراعتها خلال السنوات الماضية، 50% من الاشجار ستبدأ بالانتاج خلال الاعوام المقبلة.
وبين الفارس ان كمية الانتاج تزداد بشكل مضاعف كل عام، حيث قدرت وزارة الزراعة كمية الانتاج هذا العام بـ 3000 طن، مضيفا أن هذا الموسم من المقدر ان يتم تصدير 1500 طن بعد ان تم فتح اسواق جديدة لها، ولفت الفارس الى ان كمية الانتاج العام الماضي بلغت 2000 طن تم تصدير 1000 طن منها.
وبين الفارس ان زراعة النخيل ذات جدوى اقتصادية عالية، مضيفا انه سيشهد اقبالا اوسع بعد توفر "الفسائل" التي كان قبل سنوات تفتقر اليها الزراعة الفلسطينية.
واكد ان وزراة الزراعة تعمل على زيادة كميات المياه للمزراعين من خلال العمل على مشاريع تنقية أبار بالتعاون مع منظمات دولية، بالرغم مما تفرضه اسرائيل من عراقيل امام نمو الزراعة الفلسطينية بالاغوار.
رجل النخيل العيساوي الذي امضى حياته بتربية اشجار النخليل، بين أن 155 ألف شجرة مزروعة الآن، سينتج عنها خلال الثلاث سنوات القادمة، ما يقارب مليون "فسيلة" (شتلة) جديدة من صنف المجهول، لنكون قادرين على زراعة مليون شجرة جديدة تتوفر لها مساحات فارغة في حال تم توفير المياه فقط من قبل السلطة الفلسطينية.
مؤكدا ان خلال السنوات العشر القادمة على اقصى حد سنكون قادرين على انتاج تمور بقيمة مليار شيقل خلال الموسم الواحد، اذا تم توفير المياه لزراعة هذه الاشتال.
واضاف العيساوي أن زراعة النخليل ستشكل "نفط الفسطينيين" ورافدا اساسيا للاقتصاد الفلسطيني في حال تم توفير المياه، مشيرا الى أن هناك مزارعين ومستثمرين مستعدين لزراعة هذه الاشتال، في حال تم توفير المياه.
العيساوي قال: ان قطاع النخليل نجح باستيعاب ما يقارب 2000 عامل كانوا يعملون بزراعة النخيل بالمستوطنات الاسرائيلية، وان الاهتمام بهذا القطاع سيقلل من نسبة البطالة المرتفع بالمجتمع الفلسطيني.
وفي قبلة أخرى للمزارعين... تفوح رائحة الريحان والاعشاب الطبية من مساحات واسعة من الاغوار، التي دخلت زراعتها في عام 2008 لقطاع الزراعة الفلسطينية، كما يقول المهندس الزراعي مؤمن سنقرط، من شركة سنقرط لاعشاب الطبية احد أكبر المستثمرين في هذا القطاع في حديث مع دوت كوم، موضحا ان هناك 1500 دونم زرعت في فلسطين بالاعشاب الطبية خلال الاربع سنوات الماضية، تصدر اعشابها الى اوروبا وامريكيا، مشيرا الى انها ذات جدوى اقتصادية كبيرة.
وأضاف سنقرط : ان قطاع الاعشاب الطبية نجح في زيادة المساحات الخضراء في فلسطين، وأن هناك توجها من قبل المزارعين نحو هذا القطاع بعد انتشار مصانع التعبئة والتصدير بالغور الفلسطيني ومنطقة طوباس.
وبين المهندس سنقرط، ان مشكلة المياه والحدود تحول دون توسعه هذا القطاع الذي يتزايد الطلب العالمي عليه، مضيفا ان شحنات التصدير من اعشاب التوابل التي تستخدم للاكل يجب ايصالها الى المستهلك خلال 24 ساعة وفق المعايير والموصفات العاليمة، التي تعرض مدة اسبوع للمستهلك قبل ان تصبح غير صالحة، وهذا يشكل لدينا تحديا لمواجهة العراقيل الاسرائيلية والتفتيش الذي يلحق ضرار بجودة المنتج المصدر.
في بيت التعبئة الحديث الذي تملكة شركة سنقرط بالاغوار، يحاول عاملون وعاملات في غرفة مبردة ان يلتقطوا انفاسهم وهم يصارعون الوقت لانهاء طلبية ستصدر الى اوروبا من اعشاب الريحان (الذي يستخدم بالاكل والتوابل).
وبالمصنع المبرد تقول الحاجة ام سليمان التي عملت اكثر من 10 سنوات بزراعة الاعشاب الطبية بالمستوطنات، انها اتقنت حرفة الاعشاب الطبية وزراعتها خلال هذه المدة، والآن تنقل خبرتها ومهاراتها لتطوير قطاع الزراعة الفلسطينية.
ويعمل في زراعة الاعشاب 1200 عامل كان معظمهم يعمل في المستوطنات الاسرائيلية، كما يقول سنقرط مضيفا: ان عمال المستوطنات نقلوا الخبرات والمهارات الزراعية الاسرائيلية التي تساهم في تطوير الزراعة الفلسطينية.
الا أن هذا التوسع بالمساحات الواسعة لمشاريع الواحات الخضراء ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة، سيشكل خطرا على سلة الخضروات الفلسطينية في حال لم يكن هناك خطة استراتيجية متوازنة للزراعة بالاغوار الفلسطينية، كما يقول المهندس الزراعي ضياء كرجة المشرف على مشاريع واسعة بالاغوار في حديث مع دوت كوم.
واضاف كرجة الى ان زراعة النخيل والاعشاب الطبية، قادرة على رفع واردات القطاع الزراعي خلال السنوات العشر القادمة الى مئات الملايين اذا استمر العمل بالزراعة وفق المعايير والموصفات العالمية، وتم وضع حد للعراقيل الاسرائيلية امام توسع وتطور الزراعة الفلسطينية.
عن القدس المقدسية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لك عزيز الزائر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More